قرأت منذ ايام عن مؤتمر تقيمه الحكومة التركية لدعم منظمات المجتمع المدنى. فهل تحتاج الحكومات للمجتمع المدنى لكى ترتقى بشعبها
وكنت قد شغلت نفسى منذ فترة كبيرة بملاحظة بعض الدول الاسيوية التى نهضت حديثا فوجدت ان حكومات هذه الدول فى اغلبها اعتمدت على دفع جهود ابنائها ودعمها والتنسيق فيما بينها وتذليل العقبات لها داخليا وخارجيا داخليا بالقوانين وتسهيل تكوين المؤسسات اكثر من الاهتمام باقامة المؤسسات المملوكة للدولة والتنسيق و التكامل بين هذه المؤسسات ودعمها بنقل الخبرات المطلوبة أو استيرادها ان لزم الامر وخارجيا بتوظيف الاجهزة الدبلوماسية لفتح اسواق جديدة لابنائها ومنتجاتهم كما يفعل رئيس وزراء تركيا الان يصحب رجال الاعمال فى كل زياراته الخارجية وخصوصا فى الدول العربية
فمثلا فى كوريا الجنوبية حكى لى صديق ان الدولة قامت بدور المنسق بين اصحاب الشركات والمواطنين لتسهيل الدعم المادى للشركات وكذلك ضمان حقوق المواطنين لدى هذه الشركات ومنعها من الظلم والتلاعب بالمساهمين كما نرى ونسمع كثيرا فى بلادنا فوفرت مناخ صحى كله ثقة ودعم كذلك الصين تقوم بتسويق الثروة البشرية الضخمة وتوظيفها والهند قامت بتسويق ابنائها لكبرى الشركات العالمية بعد تجهيزهم وفق متطلبات هذه الشركات فربحت بعد ذلك نسبة ضخمة من الخبراء فى كل نواحى العلوم صنعت على نفقة الشركات العالمية والفلبين مثلا قامت باعداد ابنائها كفنيين محترفين فى كثير من المناشط المطلوبة عالميا فربحت عوائد ضخمة جدا وحلول للبطالة عندها
هذا كان دور الحكومة فما هو دور منظمات المجتمع المدنى وهل يمكن ان تقوم بهذا الدور فى حالة غياب الحكومات وهل يمكن ان تقوم بهذا الدور حركة تستهدف نهضة امتها كالحركة الاسلامية؟
من التجربة التركية التى تسعى حكومتها جاهدة لفتح اسواق جديدة فى الدول العربية وغيرها ونجحت فيما ارى حولى ولكنها الان تحتاج لدعم منظمات المجتمع المدنى فأرى ان هذا الدور مطلوب جدا الان ولا يمكن التسليم لفرضية انه لا اصلاح الا بعد الاصلاح السياسى.
إن نهضة أي أمة لا تتم بشعارات ومؤتمرات .. بل تتم بوعي ويقظة الفكر عندها فقط تستطيع أمة محمد أن تنهض من جديد من كبوتها.
ردحذفالاخت المفكرة دندنة مرور مشكور على مدونتى المتواضعة واتفق معكى فى ان المؤتمرات الفارغة التى لا تحمل معنى لا جدوى منها لكن ماقيمة الوعى ويقظة الفكر ان لم نأتمر بها وعليها ونتخذها شعارات فى حياتنا
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله
ردحذفافكار رائعة في محلها تطرحها
نهوض الامة يحتاج الى نهوض ابنائها ولن يغير الله مابنا حتى نغير انفسنا
احترامي وتقديري وسعدت بالتطواف بين كلماتك
الخطاط
علي رحيل
مدونة المخلاة الليبية
السلام عليكم.
ردحذفتعرف يا أستاذ ؟ أنا أجيبهالك من الآخر.المشكل هو شخصي قبل أن يكون فكري أو أي شيئ آخر.
فالمدافعين عن الحق و الفضيلة يصطف معضمهم في خندق المعارضة السياسيةإما تنظيميا أو لمجرد التعاطف المعنوي ، و المشكل الذي ينتج عن هذا الإصطفاف هو أن هؤلاء يخلق لديهم كره شخصي لرؤوس الحكم في بلداننا ،و بالتالي فهؤلاء لا يرون حلا لمشاكل البلاد إلا في ذهاب أولائك الرؤوس. هذه الحالة تخلق رد فعل غير إيجابي لدى الحكام.. و كيف لا فأنت تسعى لأخذ ما بيده من سلطة لذلك فهو لن يصدقك في مسعاك مهمى كنت صادقا و هممى بذلت من جهد لإقناعه بحكايات الفضيلة و تفشي الفساد المالي و غيره.. بل ستجده يدر عليك على لسان تجار المبادئ من الإنتهازيين الذين يتوددون إليه على حساب مبادئهم بأن الأمر أكبر من الجميع و أن المجتمع ليس مؤهلا ،و " كما تكونوا يولى عليك " و حجج حتى لو كان بعضها حق فهي صادرة عن زبانية الباطل و يراد بها باطل، فندخل في دوامة لا نعرف لها أول من آخر ، و النتيجة في الأخير هي مزيد من النزيف و المآسي في صفوف الصالحين و مزيد من التدهور و التخلف في أوساط الشعب.
السلطة تتهم دعات التغيير بالعمل في إطار أجندات خارجية و أنهم ممولين و مدعومين من قبل أعداء الأمة مع أنها لا تتورع لو يدعمها أو يمولها هؤلاء الأعداء و في النهاية يدفع المواطن البسيط فاتورة صراع ( سلطة و معارضة يتغنى كل منهما بولائه لمصلحة الشعب ) يدفع فاتورة الأحقاد الدفينة التي تتخفى وراء الكلام عن الحق..
كلام ليس اتهام أوجهه للأشخاص بعينهم لأن الأشخاص سواءا كانوا في صف السلطة أو المعارضة يوجد من بينهم الكثيرين ممن يمكنك الجزم بصدقهم مع أنفسهم، و حرصهم على مصلحة الأمة.. كلام أقصد به الحلقة المفرغة التي دخلتها مجتمعاتنا بسبب التعصب الخفي الذي يمارسه كلا الفريقين ، و عدم استعداد أي فريق لتقديم تنازلات.
مع أنك كثيرا ما تسمع هؤلاء الرموز يحاضرون بأن السياسة لا يجب أن تحكمها العواطف !!
ثم على ذكرك للأتراك يمكننا القول بأن الحزب الحاكم لديهم الكل يشهد بأنه قدم تنازلات لا يجرؤ المعارضين لديناالخوض فيها، فهم قبلوا بمبدأ العلمانية و قبلوا بأهم الأسس الفكرية و التنظيمية التي تتعارص في الظاهر مع توجههم الإسلامي الذي كانوا معروفين به أيام ما كانوا في صفوف حزب الفضيلة..و هؤلاء يمكننا الجزم بأنهم وضعوا كسياسيين حد حقيقي ما بين السياسة و العاطفة و أنهم انتصروا قولا و فعلا لمصلحة شعبهم.
سيدي الكريم تشرفت بزيارتي لهذه المدونة الهادفة.
الاخ على محمد رحيل
ردحذفمشكور على المرور وهى الحقيقة فعلا لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
الاخ توفيق التلمسانى
ردحذفمرحبا بك فى مدونتى المتواضعة
اتفق معك تماما فى ان الحزب الحاكم فى تركيا قد قدم الكثير من التنازلات فعلا وهذا ببساطة لان هناك ملعب سياسى وتوجد ضوابط تحكم الملعب فكان يجب عليه احترامها ان اراد المشاركة
لكن قد لا نتفق فى واقعنا العربى فانا ارى انه لا يوجد ملعب ولا توجد ضوابط للعب والقانون الذى يحكم هو قانون القوة وما ذهبت اليه انا هو نوع من الدعوة لامتلاك القوة الشعبية التى تعطى الشعوب التفوق لكى يستطيعوا رد الظالم عن ظلمه وبغيه
اعتذر عن كل هذه الفترة من الغياب فقد عدت من ليبيا الى مصر فانشغلت هذه الفترة
ردحذف