كثيرون هم شباب الاخوان الذين يجدوا فى أنفسهم على جماعتهم- كما رأينا فى الأزمة الماضية -لا أريد أن أدخل معكم فيما هى الأسباب فالبتأكيد هى أسباب متبادلة من الطرفين، لا استطيع أن أتجنى عليكم وأنزه قيادات الجماعة عن كل خطأ صحيح قد تكون القيادات محل الثقة لكن كيان الجماعة أصبح من الضخامة بحيث أكاد أزعم أن كثيرين ممن أختلفوا ووقفوا يقيمون قيادات الجماعة لم تتح لهم الفرصة فى عمرهم كله أن يلتقى فضلا عن ان يتناقش مع أحد من هذه القيادات. فى كثير من الاحيان تأتى الازمة ان لم تكن من الفرد تكون من القيادة الوسيطة التى طلبت منه الثقة فى القيادات دون ان تكون أمينة فى نقل وجهة نظر القيادة وتناقشه وتصل معه الى قناعة مشتركة وتنقل افكاره الى القيادات بمصداقية دون التقليل من شأنه، فعلى حد تعبير بعض قيادات الاخوان قد تكون الوصلة اتجاه واحد لا تسمح بالاتجاه المزدوج وقد تكون وصلة مكتومة( لا بتوصل لاعلى ولا لاسفل), واذا كنا قبلنا ان القيادات بشر، ولابد ان نتعامل معهم بحكم هذه البشرية ولا نقف عند اخطائهم كانها نهاية العالم ويمكن مراجعتهم فيها فمن باب اولى ان نعترف بالمشكلة الحقيقية والتى يسعى النظام الامنى بكل قواه لتحقيقها وهى فصل قيادات الجماعة والشخصيات التى تستطيع ان تعبر عن فكر الجماعة بكل وضوح عن افراد صفها ليحدث هذا العزل شكل من اشكال الاختلاف الذى نراه الان، شباب تتهم قيادات الجماعة بتهم ترددها خلف اخرين وقد يكون لها الحق عندما تسمع عنهم هذه التهم وهى لا تعرفهم بالشكل الذى يتيح لها الدفاع بقوة المعرفة ورفض اى اتهام يخالف ما يعرفه فالثقة تاتى من بعد العلم فانا اعرف شخص معرفة جيدة وبعدها اجده محل لثقتى وعندما ياتينى من يخبرنى عنه بشئ يكون ردى كرد ابى بكر لو كان قد قال فقد صدق فالمطلوب ان اعرف صحة نسبة الكلام اليه وانا اعرف عنه ما يجعلنى اصدق
تاتى الازمة من الوسيط كما ذكرنا الذى ينقل عن قيادات الجماعة - يمثل فى عين الافراد صورة القيادة - لو ان هذه الصورة فيها اى نوع من الضعف فى النقل تاتى ازمة الثقة
لو اعترفنا ان هذه الازمة أريد لها من قبل من يحاربون هذه الجماعة ان تكون واصبحت من اهم مخططاتهم التى صمموا فلسفة الاعتقال والقبض والتغييب لقيادات وكوادر الاخوان بما يحقق هذا الهدف
عندئذ ادعوا الجميع بكل عقلانية وروح تحدى لمن يريد ان يهزم هذه القوة الهادرة ويفصم عرى ترابطها ان يكون على مستوى الحدث ومستوى التحدى والا ينساق بهذه السهولة فى مخطط جهنمى ويكون احد الايدى التى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا
ربما يقول شخص: القيادات الجماهيرية ليست فى حاجة للاتصال المباشر مع الافراد لكى يتعرفوا عليها وهنا فى رأيي وجه آخر من أوجه المشكلة له ثلاث مسببات
السبب الاول غير مبرر واراه يقع فى حق قيادات الجماعة ، والا اخبرونى اين هى الحوارات الداخلية التى تحمل هذه الاسئلة لقيادات الجماعة وتتحاور معهم بكل الاسئلة التى تدور فى الكواليس وتجد اجابات شافية من قبل القيادات وان كانت هذه الاسئلة تخص المواضيع التى يكون الهمس حولها كالتربية والاسر واداء القيادات الوسيطة وعند الاختلاف معها ما هو السبيل, كذلك عندما يكون لقيادات الجماعة بعض المآخذ على فرد من الافراد هل نطمع فى مصارحته بالاسباب التى جعلته لا يرشح لعمل ما مع من ترشحوا او لم يحضر يرنامج اعداد ما وخصوصا اذا تكرر ذلك وبدأ الفرد يرى نفسه يفوته القطار الا تكون المصارحة هى الافضل فى هذه الحال من باب النصح فما أجمل سيدنا أبو ذر عندما وجد فى نفسه من عدم تولية الرسول له فتحدث بما فى نفسه وصارح الرسول ولم يدفعه ذلك الى التأويل والاتهام للنوايا والمحاباة ويتدخل الشيطان فيصل ببعض الافراد الى الظن فى نفسه انها جائت فى زمن غير الزمان وان له من القدرات والمواهب مالا يستطيع قادة هذا العصر استيعابه كما راينا من بعض شباب النشاط الاعلامى
والاجمل من موقف ابى ذر هو موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان أشد صراحة معه يا أبا ذر أنك ضعيف وانها أمانة
متى نجد ذاك المربى الصريح الذى يستطيع ان يواجه أفراده بحيثيات اتخاذ القرار و يضع الاخ امام تحدياته واذكر ذاك المربى الفذ الذى صارحنى يوما بان موقفى المعارض لاخى قد يكون سببه غيرة شخصية فعلى ان انتبه لذلك وان اخاف على نفسى من لعب الشيطان بالقلب
السبب الثانى فى حق هؤلاء الشباب الذى وجد لديه من القوة ان يقف ويتهم قيادته ويقف منها موقف الخصم اما كان أولى به أن يذهب لهذه القيادات أو من يثق هو فيه ويناقشه فيما يحمل من اتهامات ليستبين وجه الحق وبعدها يحدد موقفه على بينة وهو مدعوا فى هذه الحالة ان وجد خيرا حمد الله عليه وان وجد غير ذلك عليه بعد التأكد من صحة الموقف بتكرار المناقشات أن يعقد العزم على التغيير وذلك بان يجد له من ينصر فكرته فقد يكون غيره اقدر على تبيين وجهة نظره فانى اظن ان غايته ومراده ان تتبنى قيادة الجماعة وجهة نظره واظن ان نشره لوجهة نظره فى الاعلام لا يخدم هذه الغاية ولكن يخدم ربما غاية أخرى وهى محاولة الضغط على المختلفين معه ان يتبنوا رايه ولا اظن ان هذ الطريقة تأتى بخير فالقيادات بما لها لم تستطع ان تجعلك تتبنى مالست مقتنعا به فهل النصيحة على الملأ أفضل فى الاقناع أم النقاش والتدليل وربما ايجاد تجربة ناجحة لما يتحدث به يكون أفضل طريقة فى اقناع المختلف معه
السبب الثالث هو ماذكرته من قبل وهو السياسة الامنية التى وجدت فى تلك المؤتمرات الجماهيرية التى كان يقوم بها الاستاذ عمر التلمسانى ومن قبله الاستاذ البنا فعل السحر فهى تختصر كل المسافات وكل العنعنات فيتلقى الفرد من القيادة مباشرة ويناقشها وجها لوجه وبالتالى تكون القوة العظيمة فى جمع الناس على فهم واحد وربما يكون مبلغ اوعى من سامع وليس ادل على ذلك من مثال الاستاذ الهضيبى الذى استمع للاستاذ البنا فى احاديث عامة فكان اوعى لفكره واهدافه من كثير ممن رافق الاستاذ البنا للسنوات الطوال ومن هنا قامت السياسة الامنية بمحاصرة القيادات واجبارها على التواجد فى اماكن محددة وحصرتها كذلك فى مناسبات ومناقشات محددة
انطلاقا من هذ السبب الاخير ادعو كل هذا الشباب القوى والذى يملك المواهب والقدرات والذى يملك هذا الفضاء الاعلامى الواسع ولم تصل اليه يد الامن بعد لكى تحاصره كما حاصرت قياداته ان يسعى لكسر هذ الحصار وان يذهب لهذه القيادات ويواجهها بكل ما لديه من تساؤلات وافكار وان يعرض عليها اطروحاته ومواضيع تتسع لها قدراته ومواهبه وسقف الحرية الواسع الذى يملكه هو فى تبنى مواضيع تضيف وتقوى الفكرة بدلا من هذ الجو من الاتهامات المتبادلة بين القيادات التى لا تسمع لشبابها والشباب الذى لا يثق فى قيادته
فما ظنكم لو ان مدونة كمدونة امواج التغيير بما توفر لها من شباب لديه مواهب وقدرات اعلامية شهد لهم بها الكثير قبل ان يقوم بطرح مواقفه واراءه بطريقة الرافض ولوتبنى طريقة المحاور وذهب بكل النقاط والسلبيات التى تحدثوا عنها الى القيادات وواجههوهم بها بطريقة المحاور الاريب ثم بعد ذلك قام بعرض هذه النقاط والاجابات المصاحبة لها فى ظنى انه كان سيكون اكثر مصداقية لهذه الاراء واقناعا لمن يقراها
اظن ان الزمن لم يفت طالما انه مازال فى العمر بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق